نشرت صفحة وزارة الاوقاف المصرية مشورا هاما للشباب للتحذير من الوقوع في براثن المحتوى الاباحي الذي يطارد الجميع وخاصة الشباب من خلال المنصات الرقمية المختلفة.
وجاء منشور وزارة الاوقاف ليوضح ان:
" المحتوى الإباحي مش لحظة متعة.. دي سلسلة بتسحبك بعيد عن نفسك وعن ربنا وعن النور في زمن الانفتاح الرقمي، بقت "نظرة واحدة" كفيلة تفتح بوابة لجحيم داخلي.. نظرة بتظلم القلب، وتسرق النور من عينك، وتخلّي الطمأنينة تهرب من روحك."
وأضاف: "كتير من الشباب بيقولوا: "أنا مش بعمل حاجة... ده مجرد مشاهدة"! لكن الحقيقة.. اللي بتشوفه مش بيعدّي. ده بيستقر جواك، وبيسمّم خيالك، ويعيد تشكيل نظرتك لنفسك، وللي حواليك، ولربنا! الإباحية مش بس ذنب، دي إدمان بيدمّر".
وعدد المنشور بعض المخاطر المدمرة للمحتوى الاباحي ومنها:
- بتعزل الإنسان عن واقعه، وتفصله عن أهله، وتخليه يتعامل مع الناس بسطحية وجفاف.
- بتشوّه صورة الحب الحقيقي، وتحوّل العلاقة الزوجية إلى صراع توقعات مشوّهة.
- بتخلي الإنسان ضعيف الإرادة، مهزوز الشخصية، دايمًا عنده شعور بالذنب وفقدان السيطرة.
وفي مراحل متقدمة، بيبدأ المدمن يحس بـ:
- فراغ داخلي قاتل،
- اكتئاب مزمن
- عدم رغبة في الحياة
- ضعف التركيز
- وانعدام بركة في الرزق والعمل والوقت.
ربنا سبحانه وتعالى قال: {قُل لِّلۡمُؤۡمِنِینَ یَغُضُّوا۟ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَیَحۡفَظُوا۟ فُرُوجَهُمۡۚ ذَ ٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ} [سُورَةُ النُّورِ: ٣٠] غضّ البصر مش تحجيم.. دي حرية حقيقية. حرية من الذنب، من التشتت، من العبودية للهوى.
ماذا لو وقعت وضعفت امام المحتوى الاباحي؟
لو وقعت؟ لسه الباب مفتوح، وربنا اسمه "التواب"، و"يحب التوابين"، و"يبدّل سيئاتهم حسنات".
ابدأ من الان:
- امسح كل مصدر يوصّلك للحرام.
- صلّ ركعتين توبة بدموع صادقة.
- املأ وقتك بمحتوى نقي، يُحيي القلب، ويرجعك للنور.
اللهم طهّر قلوبنا من النفاق، وأعيننا من الخيانة، وألستنا من الكذب، ونفوسنا من الهوان.
الى هنا انتهى منشور وزارة الاوقاف والذي نضيف اليه:
لكن خلّي بالك... الطريق مش سهل، والشيطان مش هيقف يتفرّج. هيوسوس لك، ويقنعك إنك ضعيف، وإنك مستحيل تبطّل. هيحاول يكسرك من جواك، ويزرع فيك وهم إنك مش نافع، وإنك خلاص غرقان.
بس الحقيقة؟ أنت تقدر. أيوه، تقدر تقوم، وتغيّر، وتبدأ من جديد.
مين قال إن الطهارة بس للجسد؟ الطهارة تبدأ من العين، ومن القلب، ومن النية. كل مرة تغضّ بصرك، حتى لو بصعوبة، فأنت بتنتصر. وكل لحظة بتقاوم فيها، فده جهاد، وربنا شايفك، وسامع أنينك، وبيكتب لك أجر الصابرين.
ابدأ حكايتك مع التغيير من دلوقتي:
- اصنع بيئة طاهرة حواليك: أصحاب صالحين، قدوات حقيقية، وهدف نبيل تسعى له.
- اقرا، تعلم، اشتغل على نفسك، واملأ فراغك بالحلال.
- حُط لنفسك خطة، وسجل كل تقدم، حتى لو بسيط.
وافتكر إن العبرة مش بعدد الوقوعات، لكن بعدد المرات اللي قمت فيها بعدها.
ما تخليش ذنب يسرقك من رحمة ربنا، ولا عادة تحرمك من الطمأنينة اللي قلبك بيصرخ علشانها.
في زمن الصورة السريعة، والحياة اللي بقت كلها على الشاشة، محتاجين نرجع لنقطة النور، لنقطة "الصدق مع النفس"، لنقطة "الرجوع لربنا".
وتذكر .. ﴿وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجࣰا﴾ [الطلاق: 2] هو وعد من ربك، مش احتمال. بس ابذل السبب، وربك أكرم من أن يردّك. اختم يومك بسجدة ندم، وافتح يومك بدعوة طُهر، وافضل ادعي: "يا رب، قوّيني على نفسي، وطهّر قلبي، وخد بإيدي إليك." وصدقني... النور دايمًا أقرب مما تتخيل.